هل الذكاء متوارث أم مكتسب ؟

هل الذكاء متوارث أم مكتسب؟

في حقيقة الأمر كان هذا الموضوع يشغل بالي لفترة طويلة ودائما يخطر علي بالي بل وبال الكثير أيضا!! 

فمن منا لا يحلم أن يكون متميز بين أقرانه من الناس متميز بذكائه عنهم خبير في مجالات معينة بارع فيها 

وكمْ من فرحة أب وأم عندما يرون أن ابنهم عبقري حقا! 

وخلاصة ما في الموضوع سنتناول عن الذكاء وما أصل الذكاء هل هو متوارث أم غير متوارث (مكتسب) أم هو مزيج بين الاثنين... 

حيرت مسألة الذكاء الكثير من العلماء والسبب في ذلك كله أن هناك أطفالا انحدروا من بيئة فقيرة ومع الاهتمام بهم أصبحوا متفوقين وهناك علماء قالوا إن الذكاء متوارث ولكن يجب أن تتم رعاية الطفل حتى يتمكن من استخدامه بطريقة صحيحة وتنميته.

ولذلك فانقسموا إلى ثلاثة اتجاهات:

الاتجاه الأول: 

الوراثة 

يتنوع الذكاء إلى أنواع عديدة فليس نوع واحد وحسب ولكنهم كلهم يدورون حول نقطة واحدة وهي الابتكار والاختراع وطريقة التفكير والمهارة والملاحظة والبراعة والدقة وللذكاء مقاييس حديثة يتم عن طريقها معرفة مقدار الذكاء الذي يتمتع به الشخص والذكاء المتوارث هو الجانب الأكبر في هذه النظرية بشرط أن يتم الاعتناء بالطفل وتوجيهه فلا بد من أن يكون هناك مجال واسع للابتكار وللاختراع فالذي يميز الذكاء المتوارث عن المكتسب هو الجهد والطاقة سيأتي في بالك ما دخل الجهد؟ 

إذا كان الذكاء متوارثا بدرجة أكبر وتم الاعتناء بالشخص فقد يتفوق ويبدع إلى أبعد الحدود وفدا يكون أمرا خارقة ليس كالمعتاد وبالتالي سيتوفر مجهود ضعيف أما إذا كان مكتسبا فسيحتاج وقتا أطول ن الجهد والإرادة والعزيمة وهكذا يتفوق الذكاء المتوارث عن المكتسب أضعاف!! 

فلذلك إذا ولد طفل في بيئة تهتم به وتوفر له الإمكانات فسيتفوق ويبدع في المجال الذي يحبه أما إذا كان في بيئة خطأ فستتلاشى الذكاء فترة بعد فترة، وقد يتم أيضا استغلال الذكاء في أشياء ضارة فبدلا أن يستخدم الشخص مهاراته في الخير باستخدام الذكاء، فيستخدمها في الأعمال الضارة.

الاتجاه الثاني: 

مكتسب:

يعتمد عامل الذكاء بدرجة كبيرة علي الوراثة، ولكن بطبيعة الحال وكأي شيء إذا لم يتم تنميته وتوجيهه فسيتدهور الحال به، وهنا يظهر دور البيئة التي تدل علي أن الذكاء ليس متوارثا وحسب بل أيضا مكتسبا لأنه ما فائدة طفل ذكي ولا يعرف كيف يتم شراء الأشياء؟ وما فائدة طفل معه ذكاء ولا يعرف أن يستثمره في الكلام مع الآخرين فهذا دليل علي أن الذكاء ليس فقط يعتمد علي الوراثة وحسب بل أيضا البيئة، ويجب ألا   نغفل عن حقيقة مؤكدة أن الأطفال الذين يولدون في مجتمعات فقيرة لا تستطيع القدرة علي الإبداع ولا الابتكار ولا التفكير فيصبح حيز تفكيرها مقيدا لأنها ليس لديها أي فكرة عن الابتكار الذي ترغب أن تقوم به أو الإمكانات المتطلبة أن تتوافر فمثلا كالشخص الذي يولد في بيئة فقيرة لا تهتم إلا بالزراعة فمن أين تأتي له فكرة الذكاء الاصطناعي وصناعة الإنسان الآلي مثلا، وأيضا التعلم فعن طريق التعلم سيعرف الطفل أسماء المواد والآلات وبالتالي ستنمو مهاراته وإدراكه للشيء، ولذلك ذهب مجموعة من الباحثين أن الذكاء المكتسب أشد تأثيرا من الذكاء المتوارث، واستدلوا بذلك أن كل الأطفال بلا استثناء يمكنهم تعلم القراءة في سن مبكرة إذا توافرت لهم البيئة والمحفزات اللازمة، فدماغ الطفل الذي يبلغ عمر 6 سنوات يستطيع أن يكتسب 83 % من وزن المخ في سن البلوغ، فهذا العمر يعد فترة ملاءمة للتعلم، لأن الطفل يكون لديه استعداد قوي لتطوير ذكائه، والدليل الذي يبرهن أن الذكاء مكتسب ويؤثر بجانب أكبر علي الذكاء المتوارث هو أن الأطفال فائقو الذكاء لم يولدوا بهذا القدر من الذكاء، وإنما وصلوا إلى هذه الدرجة الكبيرة من الذكاء بسبب الطرق التعليمية التي تم توفيرها لهم والظروف المناسبة، بل ذهب هذا الفريق إلى أبعد من ذلك وأكدوا أن كل الأطفال يمكن أن يكونوا أذكياء، بشرط توفير كل الوسائل التعليمية التي تعمل على تنمية ذكائهم، والدليل الآخر أن هناك ما يقرب من 95 % من قدرة العقل جاهزة في انتظار التطوير من أجل العمل والذكاء، حيث يستخدم الشخص الطبيعي ما يقرب من 5 % فقط من إمكانات وقدرات العقل فقط، ومقياس ذكاء الشخص العادي تصول 100 درجة والعبقري تصل 150 درجة، حتى العباقرة لا يستخدمون كل قدراتهم الذهنية الكبيرة، وبالتالي فإن الإنسان العادي متوسط الذكاء لا يستعمل إلا جزءاً صغيراً من الإمكانات الذكية الموجودة، ولذلك ينصح المختصون بأهمية برامج تنمية الذكاء التي تشمل تحسين الذاكرة وتعلّم المهارات الجديدة وأيضا هناك أطعمة معينة تنمي الذكاء مثل ليت تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية أوميجا 3 وأوميجا 6 والبروتين والدهون الذكية وكميات أقل من الفيتامينات والأملاح المعدنية، ولا ننسي أيضا العامل الأساسي في تنمية الذكاء وهي الواجبات المنزلية. 

الاتجاه الثالث:

مزيج بين الاثنين:

يكمل الذكاء الوراثي الذكاء المكتسب فكلا منهما يكمل الآخر ولا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض، فكما تحدثنا سابقا أن الجزء المتوارث يتأثر كثير بالبيئة، فإذا كان الذكاء متوارثا فلا بد من وجود شيء ينمي من هذا الذكاء وكما تناولنا أن تنمية الذكاء المتوارث ليس صعبا كما أوضحنا في الفقرة السابقة، فهناك الكثير من الأساليب التي تنمي من الذكاء ومنها التعليم والدورات والتدريبات، ولا بد من معرفة أين يكون ذكاء الطفل، فمثلا قد يكون الطفل عبقريا في الرياضيات، أو عبقريا في الحفظ، أو الفهم، أو عبقريا في الاستنتاجات، أو المواد العلمية، أو الأدبية وغيرها الكثير... 

فما رأي قارئ مقالتي في هذا الأمر؟ 

شاركونا آراءكم...