التخسيس بأكل الدهون " الكيتو دايت "

يبحث كثيرون عن أفضل طرق التخسيس و فقدان الوزن بطريقة صحية، مثل كيتودايت وقاراطاي، الخالية من التأثيرات المعتادة للأنظمة الغذائية الأخرى، والتي تصل في بعض الأحيان إلى أعراض خطيرة مثل الخفقان وانخفاض ضغط الدم، وفي أحيان أخرى تتطلب دخول المستشفيات.

إلا أن اللجوء لهذه الأنظمة، التي تعتمد بشكل كبير على خفض الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى، والاعتماد على الدهون الصحية، يجب أن يكون بدراسة متعمقة لطبيعتها، لتجنب أي مضاعفات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة أن التخسيس من خلال الاعتماد على الدهون، يعد من الطرق الناجعة والفعالة.

يقول أستاذ علم المناعة، الدكتور أحمد عبدالجواد، إن التخسيس من خلال نظام كيتودايت، يعد واحدًا من أسرع طرق فقدان الوزن، ولكنه يعد محفوفًا بالمخاطر إذا ما كان تطبيقه عشوائيًا، حيث أنه يجب أن يكون مدروسًا وبطريقة آمنة، للحصول على أفضل الطرق.

وأضاف: "خلال 6 أشهر فقط من الممكن أن يفقد متبع هذا النظام الغذائي ما يصل إلى 50 كيلوجرامًا من وزنه، وبأسلوب صحي، لا سيما أن نظام كيتودايت يسيطر بشكل كامل على مرض السكر من النوع الثاني، ويعزز من قدرة الجسم على مواجهة مقاومة الأنسولين، كما أنه يسيطر على ارتفاع ضغط الدم، أي أنه يحسن وظائف الجسم من الاتجاهات كافة".

هل يصلح كيتودايت للجميع؟

يجيب عبدالجواد عن هذا السؤال بقوله: "في حالة الاستعداد الجيد لهذا النظام، واتباع النسب المنظبطة، يمكن الحصول على نتائج مبهرة، ولكن من الصعب القول إن التخسيس بنظام كيتودايت يناسب الجميع، فهو مثلًا يصلح لمرضى السكر من النوع الثاني، ولكن مرضى النوع الأول عليهم التعامل معه بحذر".

ويشير أستاذ علم المناعة إلى أن مرضى السرطان يستخدمون نظام كيتودايت، ليس من أجل التخسيس، ولكن لأنه يساهم في وقف نمو الخلايا السرطانية التي تعتمد على الكربوهيدرات والسكريات والنشويات في نموها، وبما أن هذا النظام لا يسمح بدخول هذه المواد ضمن المسموحات غذائيًا، فهو يناسبهم تمامًا.

كما أن نظام كيتودايت الغذائي يسهم أيضًا في تحسين الصحة الجنسية والإنجابية، فهو يوصف للسيدات اللواتي تعانين من تكيسات المبايض، ويوصف للرجال الذين يعانون من سرعة القذف والمشكلات الجنسية الأخرى، مثل ضعف الانتصاب والارتخاء وضعف أو توتر الأعصاب خلال العلاقة الحميمة.

كيف يحدث التخسيس باستخدام الدهون؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، يجب أولًا أن نعرف أمرًا مهمًا في هذا الاتجاه، وهو أن فوائد نظام كيتودايت تجتمع مع استخدام الدهون الصحية، فهي التي تستطيع طرد الدهون غير الصحية، المعروفة باسم الدهون الثلاثية من الكبد والجسم بشكل عام، وتطرد الكوليسترول الضار، حتى إذا أدى ذلك إلى زيادة نسبة الكوليسترول النافع في الجسم.

لذلك، نقول إن الخطوة الأولى في نظام كيتودايت هي اللجوء إلى الدهون الصحية، أو الحيوانية، من أجل التخسيس بشكل صحي خال من أي مشكلات فيما بعد، مع منع الكربوهيدرات المباشرة، مثل السكر والأرز والمكرونة والخضروات النشوية مثل البطاطس والبطاطا، والخضروات التي تحتوي على السكر مثل البازلاء، بجانب منع البقوليات مثل الفول والحمص والفاصولياء واللوبيا.

كما يمنع نظام كيتودايت الفاكهة التي تحتوي على السكريات مثل الفركتوز، أي الفواكه بشكل عام ما عدا الفراولة والأفوكادو والتوت البري، بالإضافة إلى الألبان المباشرة، لما تحتوي من سكريات تتمثل في اللاكتوز، وأيضًا يمنع منعًا باتًا اللجوء إلى اللحوم المصنعة مثل اللانشون، التي تحتوي على كربوهيدرات وصويا.

أما عن المسموحات في هذا النظام، فنجد أول المسموحات هي الدهون الصحية مثل السمن البلدي والزبد البقري وزيت الزيتون وزيت السمسم وزيت بذر الكتان "الزيت الحار"، بجانب زيت جوز الهند وزيت اللوز.

وبالنسبة للحوم، فهي مسموحة بكافة أنواعها، سواء لحوم الحيوانات أو الطيور والأسماك، ولكن يفضل التقليل من بعض الأنواع مثل الديك الرومي، بسبب ارتفاع نسبة البروتين فيه مقارنة مع الدهون.

وهناك أيضًا المكسرات، التي يمكن استخدامها ولكن بكميات قليلة بسبب ارتفاع نسبة الكربوهيدرات فيها وأيضًا ارتفاع سعراتها الحرارية.

كم يومًا يحتاجه الجسم لبدء فقدان الوزن؟

بعد البدء مباشرة في اللجوء إلى التخسيس باتباع نظام كيتودايت ، يحتاج الجسم إلى فترة تتراوح بين 4 أيام إلى 8 أيام لدخول مرحلة حاسمة تسمى "الكيتوزيس"، وفي هذه المرحلة يعطي الجسم إشارة للمخ بأن مراكز الغلوتين في الكبد قد نفدت، وأن هناك حاجة إلى استبدال حرق الجلوتين "الكربوهيدرات" بحرق الدهون، ليستمر الجسم في ممارسة نشاطه العادي.

وتدل بعض الأعراض على دخول الجسم هذه المرحلة، من بينها ظهور رائحة الكيتونات "الأسيتون" في البول، وبعد ذلك تظهر أعراضًا إيجابية أخرى، أهمها تزايد النشاط والتركيز الذهني، وانتظام النوم بشكل أكبر، بالإضافة إلى بدء الجسم فقدان بعض الجرامات وتغير مقاساته.

وبعد ذلك يبدأ الجسم بناء نفسه من جديد، بالتخلي عن الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة، ويعتمد على حرق الدهون المخزنة في الكبد، وفي بعض الأجهزة الأخرى مثل الكلى، وبعد انتهائه من مخزون هذه الدهون، يبدأ حرق الدهون في باقي الجسم، فتبدأ الترهلات في الاختفاء، ويبدأ الجسم يفقد الوزن بطريقة سريعة، لتظهر نتائج التخسيس خلال شهرين فقط.

التخسيس بأكل الدهون

" الكيتو دايت "

ما هي الكميات المناسبة للوجبات؟

يصعب تحديد الكميات المناسبة بشكل عام، ولكن من السهل معرفة نسب احتياجات كل شخص حسب وزنه وعاداته الغذائية، وللتسهيل أكثر، يمكن تلخيص الأمر بأن كل شخص يحتاج إلى أن تكون كمية الدهون في وجبته 70%، وتكون نسبة البروتين 25% وتكون نسبة الكربوهيدرات 5%.

بالنسبة للدهون، فتكفي ملعقة كبيرة من السمن أو ملعقتين من زيت الزيتون لتشكيل 70% من أي وجبة لشخص يزن بين 100 إلى 120 كيلوجرامًا، بجانب كمية تتراوح بين 100 إلى 150 جرامًا من اللحوم أو الدجاج، أو 250 جرامًا من الأسماك، مع كمية من الخضروات الورقية، وهي التي يحصل منها الجسم على الكربوهيدرات، الأمر الذي يساعد الشخص على التخسيس بخطى مناسبة، بين 7 إلى 11 كيلوجرامًا شهريًا.

ويتبع بعض الراغبين في التخسيس بصورة أسرع، نظام الصيام المتقطع مع نظام كيتودايت، بحيث يُمنح الجسم وجبتين فقط يوميًا، تفصل بين كل منهما 8 ساعات، ويمنع الطعام لمدة 16 ساعة، وهي فترة مناسبة جدًا لحرق الطعام وكميات إضافية من الدهون.