الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل الاستخبارات الروسية
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رجل الاستخبارات الروسية في الحقبة السوفيتية، كعادة العسكر عندما يحكمون، يرون طوال الوقت أن بلادهم في حرب وأنهم يتصدون لمؤامرات خارجية وداخلية، وحتى يفوزون بهذه الحرب فإنه يجب تحصين البلاد ووضع حوائط تحمي البلاد من الخارج، كما أن كل المؤسسات الداخلية هي جنود مسخرة لخدمة الحرب، سواء القضائية أو الأمنية أو التشريعية، أو الاقتصادية، وحتى الشعب، فكله يهون عشان روسيا، ومتقولش ايه ادتنا روسيا، قول هندي إيه لروسيا.
وليس من المهم أن يموت الآلاف في حرب أوكرانيا، أو يؤسر المئات، ما دام هناك حرب، والحرب لها خسائرها.
لذلك عندما قرر البنك المركزي الروسي، اليوم، رفع الفائدة لجعل الروس يضعون أموالهم في البنوك، لم تجد الخطوة صدى لدى الشعب الذي لا يثق في النظام.

النظام الذي أسسه بوتين على مدار 20 عاما، يبدو أنه بدأ يتصدع من الداخل، بعد أن كان قد نجح في العشر سنوات الأولى في ازدهار الاقتصاد ثم ضم شبه جزيرة القرم في 2014 بدون دماء، لكن النمو الاقتصادي البطيء، والاستجابة الفاشلة لوباء كورونا، والفساد، إلى إضعاف أدوات بوتين في حكم روسيا، ما جعله يعتمد بشكل أكبر على الأجهزة الأمنية للحفاظ على قبضته على السلطة.
بإقدامه على غزو أوكرانيا، يصر على تصدر العسكر للمشهد وقيادة المستقبل، وهي سياسة خطيرة، بعد أن كان ممسكا بزمامه من خلال التوازن المحنك ما بين القوى المتنافسة المختلفة ومن بينهم رجال الأعمال.
اللجوء إلى رجال البزات العسكرية، سيؤدي إلى دفع بوتين التكلفة لأن الأجهزة الأمنية لن تستطيع فعل الكثير لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العميقة الجذور في روسيا.
الحكومات الغربية، فهمت اللعبة، فضيقت الخناق على الاقتصاد الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا، استهدفت أيضا النخبة الثرية في روسيا وأصول أفرادها في الخارج، وهي وسيلة يرى خبراء أن هدفها تقليص نفوذ بوتين.
واليوم، بدأ عدد من المليارديرات الروس، أمثال، ميخائيل فريدمان، وديريباسكا، والمصرفي أوليغ تينكوف، يعلنون رفضهم للحرب في شكل نادر لمعارضة بوتين.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق