صُعوبات التَّعلُّم المحددة
تعريف صُعوبات التَّعلُّم المحددة Specific Learning Disorder:
تُعد صُعوبات التَّعلُّم واحدة من فئات التَّربية الخاصَّة(1)، والحديث عنها ليس أمرًا سهلًا مُقارنةً بفئات التَّربية الخاصَّة كـالعقليَّة، والسمعيَّة والانفعاليَّة والجسديَّة. حيث أن تعريف صُعوبات التَّعلُّم مُنذ أن ظهر هذا المفهوم - على يد صَموئيل كيرك سنة (1962)، وهو يكتنفه الغموض والخلاف حول تعريفه وأسبابه، وما يزال يشكل تحديًا قويًا أمام الباحثين؛ لذلك أطلق عليها وصف الإعاقة "غير المرئيَّة" أو "المحيّرة". وعلى الرَّغم من اختلاف المختصّين في صياغة التَّعريف المُناسب لهذه الإعاقة إلا أنَّهم يتفقون على خصائص الطَّلبة الذين لديهم صُعوبات تعلُّم، فهذه الإعاقة كانت ولا تزال محور حديث التَّربويّين، على مُختلف الأصعدة التَّربويَّة، وهناك العديد من التَّعريفات لها.
حيث جاء تعريف اللّجنة الوطنيَّة المُشتركة لصُعوبات التَّعلُّم (NJCLD) (2016)، الذي يعرفها بأنَّها مُصطلح عام يُشير إلى مجموعة غير مُتجانسة من الاضطرابات التي تتجلّى في صُعوبات واضحة في اكتساب واستخدام مهارات الاستماع والتَّحدُّث والقراءة والكتابة والاستدلال الرياضي، وهي ناتجة عن خلل في الجهاز العصبي المركزي؛ مما يُؤدي إلى ظُهور مشاكل في سلوكيَّات الضَّبط الذَّاتي، وقد يواجه الفرد مشاكل في الإدراك والتَّفاعل الاجتماعي، ولكن ليس ذلك وحده يُشكّل صُعوبة في التَّعلُّم؛ لذلك هي لا تشتمل على صُعوبات ناتجة عن إعاقة بصريَّة، سمعيَّة، حركيَّة، أو عقليَّة، أو اضطراب انفعالي أو حرمان بيئي.
موقع اللّجنة الوطنيَّة المُشتركة لصُعوبات التَّعلُّم هنا
كما تُعرَّف صُعوبات التَّعلُّم بأنَّها مُشكلات في المُعالجة العصبيَّة ويمكن أن تتداخل مشاكل المُعالجة هذه مع تعلّم المهارات الأساسيَّة؛ مثل: القراءة والكتابة والرياضيَّات. ويُمكن أن تتداخل مع المهارات المعرفيَّة العُليا؛ مثل: التَّنظيم وتخطيط الوقت والتَّفكير المجرَّد والانتباه، إضافةً إلى الذَّاكرة طويلة المدى أو قصـيرة المدى. كما أنَّ صُعـوبات التَّعلُّم يُمكن أن تُؤثّر على حياة الفرد، وتؤثــر على العلاقـــات مع العائــلة والأصـــدقاء وفي مكان العمل.
(Learning Disabilities Association of America, 2018).
وأخيرًا تعرف وزارة التَّربية والتَّعليم الأردنيَّة (2020) الطَّلبة ذوو صعوبات التَّعلُّم بأنهم أولئك الذين يُبدون اضطرابًا في واحدة أو أكثر من العمليَّات النَّفسيَّة الأساسيَّة المُتضمّنة فهم اللغة أو استخدامها شفويًّا، أو كتابيًّا، أو الحِساب، أو التَّفكير، والتي يُعبّر عنها من خلال نُقْص المَقدرة على الاستماع أو التَّفكير أو الكلام أو القراءة أو الكِتابة أو في إجراء العمليَّات الحِسابيَّة ويُستثنى منها مُشكلات التَّعلُّم النَّاتِجة عن الإعاقة البَصًريَّة أو السَّمْعيَّة أو العّقليَّة أو الاضطراب الانفعالي أو الحِرمان البيئي والثَّقافي والاقتصادي، وتكون صُعوبات التُّعلم لدى الطَّلبة نوعان: صُعوبات التَّعلُّم النَّمائيَّة: وهي صُعوبات خاصَّة بالانتباه والذَّاكرة والتَّفكير والإدراك وصُعوبات اللغة الشفويَّة، والنَّوع الثَّاني، صُعوبات التَّعلُّم الأكاديميَّة: وهي تتعلق بالتَّحصيل الدّراسي، التي تظهر في واحدة أو أكثر من المهارات الأكاديميَّة التَّالية: القِراءة، الكِتابة (الخط اليَدوي، والتَّعبير الكِتابي، والتَّهجئة والإملاء)، والحِساب.
وفي مقال لاحق سنتعرف عن كيفية تشخيص صُعوبات التَّعلُّم المحددة.
(1) التربية الخاصة تستند إلى مبدأ تساوي الفرص لجميع أفراد المجتمع وأن التربية حق من الحقوق الأساسية، وأن الأفراد ذوو (الحاجات الخاصة) كما ذكر الخطيب (2018)، هم أولئك الذين يختلفون عن الآخرين الذين يعتبرهم المجتمع عاديين، فهم يختلف أداؤهم عقليًا وسلوكيًا وجسميًا عن أداء أقرانهم العاديين. ويجب التنويه إلى أن مصطلح ذوي الحالات الخاصة لا يقتصر فقط على الأفراد الذين ينخفض أداؤهم عن آداء العاديين بل يشتمل هذا المصطلح على أولئك الذين يكون أداؤهم أفضل من أداء الآخرين والمقصود بهم المتفوقين والموهوبين.
أما مصطلح ذوو الإعاقة فهي تشمل ذوو الإعاقات وهم: الإعاقة العقلية (الذهنية)، صعوبات التعلم، الإعاقة البصرية، الإعاقة السمعية، الإعاقة الجسمية، الاضطرابات السلوكية، والاضطرابات الكلامية واللغوية.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق