السكر عنصر شائع جدا في نظامنا الغذائي اليومي و قد يكون من الصعب مقاومة نكهاته الحلوة. و مع ذلك، يمكن أن يكون الإستهلاك المفرط للسكر عواقب سلبية على صحة الإنسان.
يتمتع السكر بسمعة سيئة، و لكن في الحقيقة يعتبر مصدر حيوي للطاقة و ضروري لبقائنا على قيد الحياة. بالطبع ليست كل السكريات متشابهة، يعد الفركتوز (Fructose) الموجود في الفواكه و الخضروات و اللاكتوز (Lactose) الموجود في الأطعمة الغنية بمنتجات الألبان من السكريات الطبيعية التي لا داعي للقلق بشأنها. في الواقع، تحتوي هذه الأطعمة أيضا على الألياف و الكالسيوم عل سبيل المثال.
في المقابل، السكريات المضافة هي التي يمكننا الإستغناء عنها و لكن يستهلك معظمنا الكثير منها. يقود النظام الغذائي الغربي إلى استهلاك 270 سعرة حرارية من السكريات المضافة، أي ما يعادل 17 ملعقة صغيرة، كل يوم و لكن لا يوفر الكثير من الفيتامينات و المعادن.
الآثار السلبية للسكر على الجسم
عندما يأكل الشخص السكر، يتم تحليل معظمه و امتصاصه في الأمعاء الدقيقة، ثم تقوم الإنزيمات المتخصصة بتثبيت الجزيئات الكبيرة و تحويلها إلى ثلاثة أنواع بسيطة من السكريات: الجلوكوز (Glucose) و الجالاكتوز (Galactose) و الفركتوز (Fructose). يخزن الكبد و العضلات جزءا من الجلوكوز على شكل جليكوجين (Glycogen)، و هو جزيء يمكن تحويله مرة أخرى إلى الجلوكوز عندما يحتاجه الجسم. و مع ذلك، عندما يدخل الجلوكوز إلى مجرى الدم ترتفع مستويات السكر، إستجابة يفرز البنكرياس الأنسولين للمساعدة في تخفيض و توصيل الجلوكوز إلى حيث يحتاجه الجسم.
إذا كان الشخص يستهلك كميات كبيرة من السكر المضاف، يمكن أن تصبح الخلايا مقاومة للأنسولين بمرور الوقت عامل خطر للإصابة بالإلتهابات و السكري من النوع 2 و الأمراض المزمنة الأخرى. كما تم ربط الإستهلاك المفرط للسكر بزيادة الوزن و أمراض القلب و مرض الكبد الدهني غير الكحولي و السرطان. بشكل عام، يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة الجسدية و العقلية.
هل تأكل الكثير من السكر؟
تختلف التوصيات الخاصة بالحد الأدنى من السكريات المضافة حسب الدولة. بشكل عام، يوصى بالحد من السعرات الحرارية من السكريات المضافة إلى ما يزيد عن 10% في اليوم، بالنسبة لشخص يستهلك 2000 سعرة حرارية في اليوم فإن الحد الأقصى هو حوالي 12 ملعقة صغيرة، و لا يجب للأطفال دون سن الثانية استهلاكها.
قد تشير العلامات ال12 التالية إلى تناول الكثير من السكر
1/ زيادة الجوع و الوزن
إذا كان الشخص يستهلك الكثير من السعرات الحرارية الزائدة من السكريات المضافة، فإن زيادة الجوع هي إحدى أولى العلامات. في غياب البروتين و الألياف و الدهون الصحية، التي تفتقر إليها معظم الوجبات الخفيفة المصنعة و المعالجة، يحرق الجسم السكر بسرعة و يزيد الجوع مما يؤدي إلى تناول الوجبات الخفيفة. يزيد استهلاك المشروبات المحلاة من زيادة الوزن عند البالغين و الأطفال.
ميكروبيوم الأمعاء (Gut Microbiom)، هو نظام بيئي يتكون من 39 تريليون من الكائنات الحية الدقيقة، هو نظام الدفاع في جسم الإنسان. تساعد الأمعاء الصحية عملية التمثيل الغذائي على تنظيم مستويات الجلوكوز و الأنسولين في الدم، و تسمح جزئيا للجسم باستخدام الدهون و تنظيم الكوليسترول. عندما يضاف السكر، فإنه يحدث ضررا بهذا النظام حيث يقوم بتخفيض البكتيريا الجيدة و زيادة البكتيريا الضارة، مما يؤدي إلى خلل في توازن الجراثيم المعوية و كذلك مشاكل في التمثيل الغذائي و القدرة على معالجة الدهون. علاوة على ذلك، يمكن للسكر أن يدمر الهرمونات الدهنية بما في ذلك الليبتين (Leptin) الذي يثبط الجوع.
2/ التهيج (Irritability)
إذا كان الشخص يشعر بتقلب في المزاج أو أنفسنا أو التوتر، قد تكون علامة أخرى على تناول الكثير من السكر. تشير دراسة نشرت في يناير 2020 في مجلة Medical Hypothesis إلى أن تناول السكريات المضافة يمكن أن يعزز الإلتهابات و يزيد الحالة المزاجية سوءا و يؤدي إلى أعراض الإكتئاب.
3/ التعب و قلة الطاقة
يتم امتصاص السكر و هضمه بسهولة، لذلك إذا شعر الشخص بالتعب فقد يكون بسبب كمية السكر التي يتناولها في نظامه الغذائي. يعد السكر مصدرا سريعا للطاقة، لذا بغض النظر عن مقدار ما يأكله الشخص، سيشعر بالجوع مرة أخرى بعد 30 دقيقة. يمكن أن تؤدي التقلبات في سكر الدم و الأنسولين أيضا إلى إنخفاض مستويات الطاقة.
4/ الطعام ليس حلو المذاق بدرجة كافية
إذا لاحظ الشخص أن الأطعمة ليست حلوة المذاق كما كانت من قبل، أو إذا كان بحاجة إلى إضافة السكر لجعلها ذات مذاق جيد، فقد يكون السبب أنه يستهلك الكثير من السكر.
عندما يدرب الشخص و يعتاد عقله على توقع مستوى عال جدا من الحلاوة، فمن الصعب أن يشعر بالرضا عن الأطعمة الأقل حلاوة.
5/ شغف الحلويات
إذا كان الشخص يشتهي الحلويات، فقد يكون مدمنا على الآثار المفيدة للسكر على العقل. يستهدف السكر مركز المتعة في الدماغ (يسمى مسار القشرة الحوفية الوسطى)، مما يؤدي إلى زيادة الدوبامين، المعروف باسم "هرمون السعادة". يلعب مسار الدماغ هذا دورا مهما في الخيارات الغذائية التي يتخذها الإنسان، بما في ذلك الرغبة الشديدة في تناول السكر.
وفقا للأبحاث، فإن التركيز على الوجبات الصغيرة و الوجبات الخفيفة المكونة من أطعمة حقيقية و كاملة و تناول الطعام بانتظام يمكن أن يساعد في كبح هذه الرغبة الشديدة.
6/ ضغط الدم المرتفع (High blood pressure)
وفقا للأبحاث، فإن استهلاك المفرط للسكر المضاف له علاقة كبيرة بإرتفاع ضغط الدم و أيضا معدلات الإصابة. إن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم يسبب ضررا ببطانة الأوعية الدموية و بالتالي حدوث تصلب الشرايين.
7/ حب الشباب و التجاعيد
يلعب التحكم في نسبة السكر في الدم دورا مهما في صحة الجلد. على سبيل المثال، تشير إحدى الدراسات إلى أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تؤثر على تطور و ظهور حب الشباب و التجاعيد.
8/ آلام المفاصل
وفقا لدراسة نشرت في ديسمبر 2017 في مجلة Arthritis Care and Research، من بين 24% من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الرماتويدي قالوا أن الطعام أثر على أعراضهم، تم الإستشهاد بالمشروبات الغازية و الحلويات في أغلب الأحيان.
9/ مشاكل النوم
وفقا لدراسة أجريت على 300 طالب جامعية و نشرت في أغسطس 2019 في المجلة الأمريكية للطب Life Style، ترتبط جودة النوم السيئة بشكل كبير بتناول كميات أكبر من السكريات المضافة.
10/ مشاكل في الجهاز الهضمي
السكر الزائد هو أحد الأسباب المحتملة لتهيج الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك ، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات مثل متلازمة القولون العصبي، أو مرض كرون (Crohn's disease)، أو القولون التقرحي، يمكن أن يؤدي الإفراط في السكر إلى تفاقم الأعراض.
11/ إضطرابات الجهاز العصبي
على الرغم من أن الجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة، إلا أن الإستهلاك المفرط يمكن أن يسبب ظهور إلتهابات على مستوى الدماغ و التأثير السلبي على الوظائف الإدراكية و المزاج. وفقا للدراسات، تم العثور على ضعف في سرعة معالجة المعلومات و الذاكرة و الإنتباه لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
12/ تسوس الأسنان
تسوس الأسنان و أمراض اللثة لها علاقة كبيرة مع الإستهلاك المفرط للسكر ، لأن البكتيريا الموجودة على مستوى الفم تتغذى على السكريات البسيطة. وفقا للأبحاث، فإن تناول الحليب و منتجات الألبان و التفاح و التوت البري و الشاي و الفول السوداني و الأطعمة الغنية بالألياف قد يساعد في منع تسوس الأسنان، و لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
في الأخير، يمكن أن يكون السكر إغراءا صعبا للمقاومة، لكن الإستهلاك المفرط يؤدي إلى الضرر بالصحة الجسدية و العقلية. من خلال مراقبة كمية السكر، و البحث عن بدائل صحية يمكن تنجب هذه العلامات المقلقة في الجسم.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق