تعرف على أطعمة مسببة للسرطان
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة على مستوى العالم، حيث يقدر بنحو 9.6 مليون حالة وفاة في عام 2018. في حين أن هناك العديد من العوامل المختلفة التي يمكن أن تساهم في تطور السرطان، مثل الجينات وخيارات نمط الحياة، إلا أن هناك أيضًا بعض الأطعمة التي تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بالمرض. في هذا المقال، سنستكشف ستة من هذه المواد الغذائية والطرق التي يمكن أن تساهم بها في الإصابة بالسرطان.
اللحوم المصنعة
أحد العناصر الغذائية التي تم ربطها بالسرطان هو اللحوم المصنعة. يتم تعريف اللحوم المصنعة على أنها أي لحوم تم تمليحها أو شفاؤها أو تدخينها أو حفظها بطريقة أخرى. وهذا يشمل عناصر مثل اللحم المقدد والنقانق و المرتديلا والسلامي. أظهرت الدراسات أن هناك علاقة قوية بين استهلاك اللحوم المصنعة وتطور سرطان القولون والمستقيم. في الواقع، صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة على أنها مجموعة 1 المواد المسرطنة، مما يعني أن هناك أدلة كافية لإثبات أنها تسبب السرطان.
أحد الأسباب التي تجعل اللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان هو أنها تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والنترات. يمكن أن تتلف هذه المواد المضافة بطانة القولون، مما يجعلها أكثر عرضة للنمو السرطاني. غالبًا ما تكون اللحوم المصنعة غنية بالدهون وقليلة الألياف، مما قد يساهم بشكل أكبر في تطور سرطان القولون والمستقيم.
الكحول
عنصر غذائي آخر تم ربطه بالسرطان هو الكحول. تم ربط استهلاك الكحول بزيادة خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الكبد. الآلية الدقيقة التي يزيد بها الكحول من خطر الإصابة بالسرطان ليست مفهومة تمامًا، ولكن يُعتقد أنها ترجع إلى الطريقة التي يتم بها استقلاب الكحول بواسطة الجسم.
عندما يتم تناول الكحول، يتم تقسيمه إلى مركب يسمى أسيتالديهايد. ثم يتم تقسيم الأسيتالديهايد إلى مركبات أخرى يتم إفرازها في النهاية من الجسم. ومع ذلك، يمكن للجسم معالجة كمية معينة من الأسيتالديهايد فقط في كل مرة. إذا تم تناول الكثير من الكحول بسرعة كبيرة، فإن الأسيتالديهايد يتراكم في الجسم ويضر بالحمض النووي، مما قد يؤدي إلى تطور السرطان.
السكر
السكر هو طعام آخر تم ربطه بالسرطان. في حين أن السكر نفسه لا يسبب السرطان، إلا أنه يمكن أن يساهم في زيادة الوزن، وهو عامل خطر لعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان بطانة الرحم. يُعتقد أيضًا أن السكر يعزز الالتهاب، والذي تم ربطه بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
بالإضافة إلى زيادة الوزن والالتهاب، يُعتقد أيضًا أن السكر يساهم في الإصابة بالسرطان عن طريق تغذية الخلايا السرطانية. الخلايا السرطانية لديها طلب كبير على الجلوكوز، وهي قادرة على استخدامه بكفاءة أكبر من الخلايا الطبيعية. هذا يعني أنه عندما يتم استهلاك السكر، فمن المرجح أن تستخدمه الخلايا السرطانية، مما قد يساعدها على النمو والانتشار.
الحبوب المكررة
غذاء آخر تم ربطه بالسرطان هو الحبوب المكررة. هذه حبوب تم طحنها لإزالة النخالة والجراثيم، مثل الدقيق الأبيض والأرز الأبيض. أظهرت الدراسات أن هناك علاقة بين تناول الحبوب المكررة والإصابة بسرطان القولون والمستقيم. في الواقع، صنفت منظمة الصحة العالمية الحبوب المكررة على أنها مادة مسرطنة من المجموعة 2A، مما يعني أن هناك أدلة قوية على أنها يمكن أن تسبب السرطان.
إذن كيف تزيد الحبوب المكررة من خطر الإصابة بالسرطان ؟ تقول إحدى النظريات أن المستويات العالية من السكر في الحبوب المكررة يمكن أن تعزز نمو الأورام. نظرية أخرى هي أن معالجة الحبوب المكررة يمكن أن تزيل العناصر الغذائية المهمة التي تحمي من السرطان. مهما كانت الآلية، فمن الواضح أن هناك صلة بين تناول الحبوب المكررة والسرطان.
للحوم الحمراء
اللحوم الحمراء هي طعام آخر تم ربطه بالسرطان. تشمل اللحوم الحمراء لحم البقر ولحم الضأن والماعز. أظهرت الدراسات أن هناك علاقة قوية بين استهلاك اللحوم الحمراء وتطور سرطان القولون والمستقيم. في الواقع، صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء على أنها مادة مسرطنة من المجموعة 2A، مما يعني أن هناك أدلة محدودة تظهر أنها تسبب السرطان.
أحد الأسباب التي تجعل اللحوم الحمراء تزيد من خطر الإصابة بالسرطان هو أنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة. يمكن لهذا النوع من الدهون أن يتلف بطانة القولون، مما يجعله أكثر عرضة للنمو السرطاني. غالبًا ما يكون اللحوم الحمراء غنية بالحديد الهيم، مما يعزز تكوين المركبات المسرطنة في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتم شوي اللحوم الحمراء أو تدخينها، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تكوين مركبات مسرطنة.
أسماك مزروعة
الأسماك المستزرعة هي طعام آخر تم ربطه بالسرطان. الأسماك المستزرعة هي أسماك تربى في الأسر، عادة في أحواض كبيرة أو برك. تم ربط الأسماك المستزرعة بزيادة خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتا.
يُعتقد أن الأسماك المستزرعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لأنها غالبًا ما تتغذى على نظام غذائي من فول الصويا والذرة، والذي يمكن أن يحتوي على مركبات مسرطنة. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تتعرض الأسماك المستزرعة لمستويات عالية من المضادات الحيوية والمواد الكيميائية الأخرى، والتي يمكن أن تساهم أيضًا في تطور السرطان.
الأطعمة المخللة
طعام آخر تم ربطه بالسرطان هو الأطعمة المخللة. هذه هي الأطعمة التي تم حفظها في الخل أو المحلول الملحي، مثل الخيار والفلفل والبيض. أظهرت الدراسات أن هناك علاقة بين تناول الأطعمة المخللة والإصابة بسرطان المعدة. في الواقع، صنفت منظمة الصحة العالمية الأطعمة المخللة على أنها مادة مسرطنة من المجموعة 2B، مما يعني أن هناك أدلة قوية على أنها يمكن أن تسبب السرطان.
إذن كيف تزيد الأطعمة المخللة من خطر الإصابة بالسرطان ؟ تقول إحدى النظريات أن المستويات العالية من الأحماض في هذه الأطعمة يمكن أن تلحق الضرر ببطانة المعدة، مما قد يؤدي إلى تطور السرطان. نظرية أخرى هي أن البكتيريا الموجودة في الأطعمة المخللة يمكن أن تنتج مركبات مسرطنة. مهما كانت الآلية، فمن الواضح أن هناك صلة بين تناول الأطعمة المخللة والسرطان.
الاستنتاج:
هذه ليست سوى عدد قليل من المواد الغذائية العديدة التي تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. في حين أن هناك العديد من العوامل المختلفة التي يمكن أن تساهم في تطور السرطان، فمن المهم أن تكون على دراية بالطرق التي يمكن أن يؤثر بها نظامنا الغذائي على مخاطرنا. من خلال اتخاذ خيارات صحية وتجنب الأطعمة التي تم ربطها بالسرطان، يمكننا المساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بالمرض.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق