مرض ارتفاع الكوليسترول في الدم Hypercholesterolemia
ارتفاع الكوليسترول في الدم Hypercholesterolemia
المقدمة
لا شك في أنه قد عانى معظم الأشخاص ليس في مصر والعالم العربي فقط بل في العالم أجمع، من ارتفاع الكوليسترول في الدم. يرتبط ارتفاع الكوليسترول في الدم بالكثير من الأمراض المزمنة كأمراض القلب، والسكري، وتصلب الشرايين. كما أنه أصبح منتشرا جدا في هذه الأونة بسبب متطلبات عصرنا الحديث من حيث السرعة، وعدم الحركة، والاعتماد على المأكولات السريعة والجاهزة حيث يرتفع رتم الحياة بشكل كبير الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض العصر الحديث والتي منها، ارتفاع الكوليسترول في الدم.
وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال، عن ماهية ارتفاع الكوليسترول في الدم وأسبابه والأعراض وطرق العلاج .
ارتفاع الكوليسترول في الدم Hypercholesterolemia
ارتفاع الكوليسترول في الدم
إن مادة الكوليسترول هي مادة شمعية ينتجها الكبد كما أنه مكون من المكونات التي تكون موجودة في جميع خلايا الجسم. ويعمل الكبد على إنتاج كل أنواع وكمية الكوليسترول الذي يحتاجه الإنسان، ولكن يوجد مصدر أخر للكوليسترول وهو الكوليسترول الغذائي أو بمعنى أخر الكوليسترول الذي يأتي من المنتجات الغذائية الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، والدواجن البيضاء، ومشتقات الألبان الدسمة وصفار البيض وبعض المأكولات البحرية بالإضافة إلى الأطعمة السريعة الدسمة المليئة بالدهون الضارة والسكريات. إن هذه الأطعمة تعد غنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة (أخطر أنواع الدهون)، وهي مواد يمكن أن تعمل على تحفيز الكبد لإنتاج الكوليسترول بشكل مفرط، وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم.
تعد مادة الكوليسترول ضرورية لبعض وظائف الجسم والتي تشمل، تكوين أغشية خلايا الجسم وبعض الهرمونات المعينة وأيضا من أجل إنتاج المواد اللازمة لهضم الدهون. وعلى الرغم من ذلك، إذا حدثت الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى خطر الإصابة بأمراض القلب خاصة أمراض شرايين القلب التاجية، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والسكري.
اسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم
يشكل الكوليسترول المرتفع في الدم ترسبات دهنية على جدران الشرايين التاجية، وهي الأوعية الدموية التي تمد القلب بالدم. وعندما يزداد تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين، فإنه يتسبب في فقدان الشرايين لمرونتها الأمر الذي يؤدي إلي حدوث تضييق بها وهو ما يسمى بتصلب الشرايين. وفي النهاية، يمكن لهذه الترسبات الدهنية أن تسبب انسداد الشرايين وبذلك تقل كمية الدم المحمل بالأكسجين الذي يصل إلى القلب لتغذيته. وهذا يزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية والأزمة القلبية. وإذا أصاب التصلب، الشريان الذي يغذي الدماغ بالدم (وهو الشريان السباتي)، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
اقرأ أيضا: انخفاض ضغط الدم
ارتفاع الكوليسترول العائلي familial hypercholesterolemia
يعد ارتفاع الكوليسترول العائلي شكل وراثي من ارتفاع الكوليسترول في الدم حيث يرتفع مستوى الكوليسترول في الدم بصورة كبيرة مما يؤدي إلى تراكمه في بعض أنسجة الجسم مثل الأوتار أو تحت جلد جفون العين. كما أن ارتفاع الكوليسترول العائلي لا يرتبط بتقدم السن حيث يمكن أن يظهر في المراهقين والشباب. وعلى الرغم من أن ارتفاع مستوى الكوليسترول العائلي يكون وراثيا، إلا أنه عادة ما توجد بعض العوامل التي تساهم في ظهوره مثل، تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكريات وعدم ممارسة الرياضة والحركة بشكل عام. لذلك يمكن الوقاية منه في كثير من الأحيان من خلال تغيير نمط الحياة ليكون صحيا مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم واتباع نظام غذائي صحي قليل الدسم. وإذا لم تحدث هذه التغيرات أي تقدم في علاج ارتفاع الكوليسترول العائلي، فعندها يجب استخدام بعض الأدوية بناءا على توصية الطبيب.
وتكون مادة الكوليسترول مرتبطة ببروتينات النقل وذلك أثناء وجودها بمجرى الدم، وهو مزيج يطلق عليه البروتينات الدهنية. وتختلف أنواع هذه البروتينات الدهنية طبقا لنوع الكوليسترول الذي تحمله. حيث ينقسم الكوليسترول إلى نوعين أحدهما يطلق عليه الكوليسترول الجيد والأخر الكوليسترول الضار. والكوليسترول الضار هو الكوليسترول الذي يرتبط بالبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والذي ينقل الكوليسترول من الكبد إلى أجزاء الجسم المختلفة، فإذا كان مستوى البروتين منخفض الكثافة مرتفعا، فإنه بذلك يمكن أن يتراكم الكوليسترول على جدران الشرايين ويؤدي إلى تصلب الشرايين.
ومن ناحية أخرى، فإن الكوليسترول الجيد هو الكوليسترول الذي يرتبط بالبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والذي ينقل الكوليسترول الزائد بعيدا عن خلايا الجسم ويذهب به إلى الكبد، حيث يتم تكسيره ومعالجته وخروجه من الجسم على هيئة فضلات.
ويزيد نمط الحياة غير الصحي مثل عدم ممارسة الرياضة والحركة بشكل عام وأيضا النظام الغذائي المليء بالدهون والسكريات والسمنة من خطر ارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL وانخفاض مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة HDL. وتشمل العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث ذلك، التدخين ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم ووجود تاريخ عائلي من السكتة الدماغية أو أمراض القلب حيث تعد هذه من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم.
التشخيص
لا يسبب عادة ارتفاع الكوليسترول في الدم أي أعراض، والسبيل الوحيد للتحقق من هذه المشكلة هو إجراء فحص لمستوى الكوليسترول في الدم، والذي يطلق عليه ملف تعريف الدهون (total lipid profile). ويشمل هذا الفحص قياس نسبة الكوليسترول الضار وهو الكوليسترول المرتبط بالبروتين الدهني منخفض الكثافة والكوليسترول الجيد هو الكوليسترول المرتبط بالبروتين الدهني عالي الكثافة وأيضا مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
يعد مستوى الكوليسترول الكلي الذي يزيد عن 200 مجم / ديسيلتر مرتفعا بشكل عام ويعتبر الكوليسترول الجيد HDL أقل من 40 ضعيفا بشكل عام. وعلى الرغم من هذه النسب، فإن اعتبار ملف تعريف الدهون آمنا أم لا يعتمد على ما إذا كان الشخص معرضا لخطر الإصابة بأمراض القلب أو إذا كان يعاني منها.
اقرأ أيضا: عدم انتظام ضربات القلب
علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم
يُنصح المرضى الذين تم تشخيصهم بارتفاع الكوليسترول في الدم الدم بضرورة تعديل نمط حياتهم من حيث اتباع نظام غذائي صحي خالي من الدهون المشبعة والمتحولة والسكريات وتجنب بعض الأطعمة مثل، مشتقات الألبان كاملة الدسم، واللحوم الحمراء، والدواجن البيضاء والإكثار من تناول الخضروات الطازجة والألياف والفواكه التي لا تحتوي على السكريات كالتفاح والبرتقال واليوسفي والبطيخ وغيرهم. وأن يقوموا بممارسة الأنشطة الرياضية والحركة بشكل عام. كما يجب أن يقتصر تناول الدهون المشبعة على 30 جراما كحد أقصى يوميا للرجال و 20 جراما يوميا للنساء. ويوصى أيضا بتناول كمية كافية من المياه والسوائل الصحية.
وإذا استمر ارتفاع الكوليسترول في الدم بعد هذه التغيرات لبضعة أسابيع، أو إذا كان المريض يعاني من وجود بعض الأمراض المرتبطة بارتفاع الكوليسترول في الدم والتي ذكرناها من قبل أو إذا كان يعاني من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية، فإنه يجب عندها ضرورة تناول الأدوية التي تقلل من ارتفاع الكوليسترول في الدم وذلك بمعرفة الطبيب.
وتشمل الأدوية الأكثر شيوعا في علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم ما يلي:
-
الستاتين وهي أشهر العقاقير الخافضة للكوليسترول: وتعمل على تثبيط الإنزيم الرئيسي المسؤول عن تكوين الكوليسترول في الكبد. ومع الوقت يمكن للجسم أن يتخلص من الترسبات الدهنية الموجودة على جدران الشرايين وبالتالي يحسن من صحتها. وتؤخذ هذه الأدوية ليلا بعد تناول وجبة العشاء حيث ينشط هذا الإنزيم ليلا.
-
الراتنجات المرتبطة بحمض الصفراء: يحتاج الكبد إلى الكوليسترول لتصنيع الأحماض الصفراوية اللازمة للهضم وخاصة هضم الدهون. ومن خلال الارتباط بالأحماض الصفراوية، تتسبب هذه الراتنجات في اكتساب الكبد للمزيد من الكوليسترول من أجل الاستمرار في إنتاج هذه الأحماض الهاضمة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم.
-
مثبطات امتصاص الكوليسترول: بما أن الكوليسترول يتم امتصاصه من الطعام في الأمعاء الدقيقة، فإن مثبطات امتصاص الكوليسترول تساعد على انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم
اقرأ أيضا: النقرس
وكما هو موضح بالأعلى فإن الخطوة الرئيسية في الوقاية والعلاج من ارتفاع الكوليسترول في الدم هو الالتزام بنمط حياة صحي من حيث تجنب الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة والسكريات وتناول غذاء صحي متوازن وأيضا ممارسة الرياضة والحركة بشكل عام كما أنهم يعدوا الطرق الرئيسية من أجل الحفاظ على الصحة العامة.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق