مزرعتي الجديدة
مقدمة :
لا شك ان المجال الزراعي يخدم عدة قطاعات كما يتلقى خدمات عدة قطاعات ، فهو يمد قطاع الغذاء بأغلب إحتياجاتة الغذائية الجاهزة للإستخدام او الخامات مثل الفواكه والخضروات والمحاصيل والإنتاج الحيواني. كما انه يخدم المجال الصناعي يتوفير الخامات اللازمة لصناعات عديدة مثل الأدوية ومستحضرات التجميل والغزل والنسيج والورق والأخشاب. ولا تستغني المدن عن السطحات الخضراء وأشجار الزينة ذات الزهور الجميلة أو الظلال الوافرة أو كلاهما معا ، فضلا عن مصدات الرياح التي تكسر سرعة الرياح وتنقيها من الأتربة.
المزرعة
لإنشاء مزرعة جديدة بالأراضي الصحراوية نحتاج لتوفر عدة مقومات أساسية : تربة زراعية - ماء للري - التعرض للشمس ، ويعد الماء هو المقوم الأساسي في عملية الإستزراع يليه التعرض للشمس. فالطبيعة التي خلقها الله دون تدخل من الإنسان زاخرة بالنباتات حيث يسقط المطر وحول الأنهار حتى في الصحاري والجبال بين الصخور.
التربة
وتنقسم التربة لعدة أنواع متباينة (حجرية - جيرية - سبخة - طفلية - طينية - رملية - مختلطة) فلا تصلح الزراعة بشكل إقتصادي في الأراضي التي تكثر فيها الأحجار الرملية او الجيرية ، ولا الأراضي الجيرية ولا السبخة ولا الطفلية.
الأراضي الطينية تعد من أخصب أنواع الأراضي الزراعية لغناها بالعديد من العناصر المعدنية والعضوية وتحتفظ بكميات كبيرة من الماء لفترات طويلة نسبيا ولهذه الخصائص سلبيات وإيجابيات ، يمكن الإستفادة من الإيجابيات وعلاج السلبيات.
الأراضي الرملية تعد أفضل أنواع الأراضي لزراعة الأشجار والمحاصيل لسهولة تمدد الجذور بها وإن كانت أفقرهم للعناصر المعدنية والعضوية ولا تحتفظ بالماء فلا تصاب الجذور بالتعفن والآفات ولهذه الخصائص سلبيات وإيجابيات ، يمكن الإستفادة من الإيجابيات وعلاج السلبيات.
الأراضي المختلطة هي أراضي بها خليط من أكثر من نوع من الأراضي بنسب متفاوتة أفضلهم من كان أغلبها رملية وبها نسبة طينية ، وهذه جمعت بين الحسنيين ، ففيها تتمدد الجذور بسهولة وتتنفس ، وبها بعض العناصر المفيدة والمغذية للنبات وتحتفظ بقد كافي من الماء لفترة مقبولة.
ويجب أخذ عينات من التربة من السطح ومن أعماق مختلفة حتى المتر أو المترين من أماكن متباعدة من الأرض التي تم إختيارها مبدأيا ، ونرسلها لمعامل تحليل الأراضي ليصدروا تقرير عنها نعتمد عليه في إستكمال إجراءات شراء الأرض أو ننصرف عنها. في هذا التقرير يحددوا نوع التربة ونسبة توفر العناصر المعدنية والعضوية ، وهذا يفيد في معرفة صلاحيتها للزراعة من عدمه ، وكذلك إرتفاع تكلفة إستصلاحها أم إنخفاضها.
الماء
هذا هو المقوم الرئيسي في إستصلاح الأرض ، ففي بعض الأحيان تكون التربة بها نسبة عالية من الأملاح وبالرغم من ذلك نقبلها لعذوبة مياه الأبار بها ، فمياه الأبار العذبة ذات النسبة المنخفضة من الأملاح تقوم مع الوقت بغسيل التربة من الأملاح فيتحسن أداءها مع الوقت ، بعكس الحال لو كانت الأرض مثالية في نسبة الأملاح ولكن مياه الري بها نسبة عالية من الأملاح ، فهذه التربة تنهار تدريجيا مع الوقت بزيادة نسبة الأملاح بها. فيجب أخذ عينة من مياه أقرب آبار للأرض وتحليلها بالمعامل المتخصصة لمعرفة ما تحتويه من عناصر ونسب توفرها.
ومن الأهمية بمكان معرفة بعد سطح الماء من التربة عند حفر البئر لأن هذا سينبني عليه تكلفة إستخراج الماء ، فكلما إقترب من السطح سهل إستخراجه وقلت تكلفته وكثرت كميته والعكس بالعكس ، ويمكن الإسترشاد بمستوى سطح الماء بالأراضي المحيطة. وعمق البئر يفيد في طول عمر البئر مع إنخفاض سطح الماء ، ويفيد في توفر كمية كبيرة من الماء يمكن سحبها بالمضخات في وقت قصير.
نستكمل مقالنا في الحلقات القادمة
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق